تُعتبر الخطوط الجوية السودانية، المعروفة باسم "سودانير" (Sudan Airways)، الذراع الجوية للسودان منذ تأسيسها عام ١٩٤٦، مما يجعلها واحدة من أقدم شركات الطيران في أفريقيا والعالم العربي. نشأت بعد الحرب العالمية الثانية، بدأت رحلتها بطائرات دوغلاس دي سي-٣، وساهمت في ربط السودان بالعالم خلال حقبة الاستعمار البريطاني-المصري.
التاريخ: من التأسيس إلى التوسع
بدأت "سودانير" برحلات محلية وإقليمية، ثم توسعت في الستينيات والسبعينيات بأسطول حديث شمل طائرات مثل البوينغ ٧٠٧ و٧٣٧، بالإضافة إلى طائرات "فوكر إف-٢٧" للرحلات القصيرة. بحلول الثمانينيات، أصبحت تُشغل رحلات منتظمة إلى أوروبا (لندن، فرانكفورت)، وإلى دول عربية مثل مصر والسعودية، ودول أفريقية ككينيا وإثيوبيا.
الشبكة والأسطول: بين الماضي والحاضر
امتلكت الشركة تاريخياً أسطولاً متنوعاً، لكنه تراجع بسبب العقوبات الاقتصادية ونقص الصيانة. تشمل الطائرات التي استخدمتها:
- طائرات الركاب: بوينغ ٧٠٧، ٧٣٧، إيرباص إيه٣٠٠، وإيه٣٢٠.
- طائرات شحن: مثل أنتونوف.
- طائرات إقليمية: فوكر ٥٠ و٥٠٠.
أما الشبكة، فشملت محطات محلية كجوبا (قبل انفصال جنوب السودان)، وبورتسودان، وأقاليم دارفور، ودولياً إلى القاهرة، دبي، جدة، وإسطنبول.
التحديات: عقبات اقتصادية وسياسية
واجهت "سودانير" تحديات جسيمة:
1. العقوبات الدولية، خاصة منذ التسعينيات.
2. انفصال جنوب السودان عام ٢٠١١.
3. الحظر الأوروبي في ٢٠٠٨.
4. الأزمات الداخلية (دارفور، الأزمة الاقتصادية، الاضطرابات السياسية).
5. كوفيد-١٩ والحرب الأهلية ٢٠٢٣.
محاولات التطوير والصمود
- شراء طائرات مستعملة مثل إيرباص إيه٣٢٠.
- شراكات مع شركات مثل الخطوط الإثيوبية.
- مبادرات حكومية لإعادة الهيكلة وخصخصة جزئية.
الدور الثقافي والاقتصادي
ظلت "سودانير" رمزاً للفخر الوطني، ووسيلة حيوية لربط المناطق النائية، خاصة في دارفور وكردفان، كما ساهمت في تنشيط السياحة الدينية (مثل زيارة أهرامات مروي).